«خليجي 24» يجمع الخصوم.. هل تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة؟
عمَّت حالة من التفاؤل والسعادة من قِبل الجماهير الخليجية بعد إعلان منتخبات السعودية والإمارات والبحرين، مشاركتها في إحدى البطولات التي تنظمها قطر هذا العام على الرغم من القطيعة السياسية بين دول الخليج والدوحة فهل تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة؟
وتنظم الدوحة بطولة كأس الخليج لكرة القدم والمعروفة بـ "خليجي 24" نهاية شهر نوفمبر الجاري.
وأجريت قرعة "خليجي 24" في الـ23 من أكتوبر الماضي بمشاركة 5 منتخبات فقط (قطر، العراق، الكويت، سلطنة عمان واليمن)، وبمقاطعة السعودية والإمارات والبحرين بسبب الأزمة السياسية مع قطر.
لم الشمل
لكن يبدو أنَّ الأزمة الخليجية ستدخل في فصلٍ جديدٍ من التفاؤل بعدما أعلنت المنتخبات الخليجية مشاركتها في بطولتهم المحببة التي تجمعهم كل عامين والتي انطلقت لأول مرة عام 1970.
وثمَّن اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم تجاوب اتحادات الدول المذكورة مع دعوة المشاركة التي قُدِّمت كمحاولة أخيرة للم شمل الأصدقاء تحت مظلة البطولة"، التي تم تعديل موعد انطلاقها إلى 26 نوفمبر الجاري، وحتى 8 ديسمبر المقبل.
وسبق للسعودية والإمارات والبحرين أن امتنعت عن المشاركة في "خليجي 23" بين نهاية العام 2017 ومطلع 2018؛ نظرًا لأن قطر كانت المضيفة، لكن البطولة نقلت إلى الكويت قبل أيام من موعدها المقرر، كبادرة من الاتحاد الخليجي بعدما رفع الاتحاد الدولي «فيفا» الإيقاف الذي كان مفروضًا على الكويت، ما دفع المنتخبات الثلاثة إلى خوض المنافسات.
عامان من القطيعة
وفي 5 يونيو2017 الماضي قررت السعودية والإمارات والبحرين إلى جانب مصر، محاصرة قطر سياسيًا واقتصاديًا، واتهامها بتمويل الإرهاب بالتعاون مع إيران وهو ما نفته الدوحة.
ومنذ ذلك الوقت يتواصل الانقطاع بين قطر والدول الأخرى، وسط جملة من المعارك القضائية والإدانات بالتهجم عليها، إلا أنَّ الفترة الأخيرة شهدت العلاقات بعض الانفراجات.
ضمن هذه الانفراجات شحن قطر الغاز المسال للإمارات بعد تعطل خط الأنابيب الرئيسي دولفين الذي ينقل الغاز من قطر إلى الإمارات، في 19 مايو الماضي، لتأتي بعدها مشاركة الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء، يوم 30 مايو 2019، في قمم مكة الثلاث، ليصبح بذلك أعلى مسئول قطري يزور السعودية منذ بدء الأزمة.
المزاجية الخليجية
بدوره قال المحلل السياسي عبد الشافي مقلد: إنَّ الرياضة وغيرها من القوى الناعمة تصلح ما تفسده السياسة، ولكن ليست فى الخليج بعد إعلان مشاركة منتخبات السعودية والإمارات والبحرين فى البطولة التى تنظمها دولة قطر؛ لأن القطيعة لم تكن قائمة على مبدأ مُحدد وقاطع فى التعامل لكنها تأتى بطريقة انتقائية واختياريه فدول تلك المنتخبات المشاركة تقاطع الدوحة فيما يروق لها وتفتح قنوات التواصل كالبطولة هذه فيما لا تستحسنه.
وأضاف لـ"مصر العربية" أن القطيعة لا تصلحها مجالات القوى الناعمة ولن تأتي المصالحة انعاكسًا للتعاون أو التشارك فى حدث ما إنما تكون قائمة على المزاجية، أما سعادة الجماهير بذلك الحدث الرياضى الذي يجرى الإعداد له بقطر تعبير عن تعلق الشعوب بالرياضة والفنون ومصادر الترفيه والتنافسية، لكنه لا يرتقى للمسائل السياسية.
وأوضح أن القطيعة بين دول الخليج وقطر أصبحت قرارًا سجله التاريخ، ولا يوجد له أية آثار على الأرض سواء بالسلب على الدوحة أو بالإيجاب على الدول الثلاثة (السعودية ـ الإمارات ـ البحرين) وذلك لأن مصيرهم جميعا واحد.
وأكَّد أن في هذه البطولة تحديدا لن تلتفت أي دولة خليحية من الفوز أو الهزيمة داخل الملعب وإنما ستكون النتيجة لهذه البطولة خارج النجيلة الخضراء بل ربما ستتخطى حدود تلك الدول.
وأشار إلى أن دول الخليج ستنظر لنتيجة البطولة من الناحية السياسية لذلك لا يمكن الجزم باستنتاج انعاكسات هذه البطولة على الأزمة الخليجية خاصة وأن المزاجية هى التي تتحكم فيها بعيدا عن المنطق.